مسقط – إيران ویو24
أعلن محافظ البنك المركزي الإيراني، محمد رضا فرزين، خلال زيارته الرسمية إلى سلطنة عمان، عن مباحثات جادة لبحث إمكانية إنشاء بنك مشترك بين البلدين، وتوسيع التعاون في المجالات النقدية والمصرفية، تمهيداً لتبادل مالي مباشر يواكب العلاقات المتنامية بين طهران ومسقط.
وأوضح فرزين في تصريحاته على هامش الزيارة، أن التجارة الثنائية بين إيران وعمان باتت مرتبطة بشكل وثيق بالجوانب المالية، مما يستوجب دراسة الآليات البنكية الداعمة لتعزيز هذا التعاون، مشيراً إلى أن العديد من التحديات التي يواجهها التجار الإيرانيون والمؤسسات المصرفية، قيد الدراسة والمعالجة.
اتفاقات نوعية لتفعيل النقل البحري وخفض تكاليف التجارة
وأكد فرزين أن أحد أبرز التفاهمات التي تم التوصل إليها خلال المباحثات، هو تفعيل خط الشحن البحري بين ميناء تشابهار الإيراني والموانئ العمانية، في خطوة تهدف لتسهيل حركة التجارة وتقليل التكاليف اللوجستية على المصدرين والمستوردين من الجانبين.
وأضاف أنه تم الاتفاق مبدئياً على تخصيص مرفأ خاص للأنشطة التجارية الإيرانية في عمان، الأمر الذي من شأنه أن يسهل الإجراءات ويوفر بيئة أكثر مرونة للتجار والمستثمرين.
ضمانات مصرفية وتحويل الأموال.. حلول قيد الدراسة
وحول قضية الضمانات البنكية، التي تُعد من أبرز العقبات التي تواجه التجار الإيرانيين في عمان، أشار محافظ البنك المركزي الإيراني إلى أنه سيتم عقد اجتماع مشترك بين رجال الأعمال من البلدين لبحث حلول عملية لهذه الإشكالية.
كما كشف عن مقترح لتطوير أدوات مالية جديدة، من بينها إطلاق بطاقة سياحية تسهّل عملية تحويل الأموال للمواطنين الإيرانيين في عمان أو العمانيين في إيران، مستفيدين من تجارب مشابهة طبّقتها إيران مع دول أخرى.
البنك المشترك.. خطوة استراتيجية نحو التسوية المباشرة
وفيما يخص مشروع البنك المشترك، أوضح فرزين أن المفاوضات مع الجانب العماني تسير في مسار إيجابي، وتم تحقيق تقدم ملحوظ من حيث التنسيق الفني والقانوني، مشدداً على أن هذه الخطوة ستؤدي إلى تسوية مالية مباشرة دون الحاجة إلى وسطاء دوليين، وهو ما سيشكل نقلة نوعية في العلاقات المصرفية الثنائية.
العلاقات السياسية تدعم التفاهمات الاقتصادية
وأشار فرزين إلى أن هذه الإنجازات والاتفاقات المصرفية جاءت ثمرة للزيارة الأخيرة التي أجراها رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى سلطنة عمان، مؤكداً أن الحوار البنّاء بين الرئيس الإيراني وسلطان عمان مهّد الطريق لتسويات اقتصادية ومصرفية عديدة.
وختم محافظ البنك المركزي الإيراني تصريحه بالتأكيد على أهمية تعزيز الأطر المؤسسية للتعاون الاقتصادي بين البلدين، وقال: “ننظر إلى عمان كدولة شريكة موثوقة، وتوسيع العلاقات المالية معها سيكون نموذجاً ناجحاً للتكامل الإقليمي البنّاء”.