مسقط – إيران ويو 24:
أكد الرئيس الإيراني “مسعود بزشكيان” أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تتنازل أبداً عن حقها القانوني في التخصيب النووي للأغراض السلمية، مشدداً على أن السلاح النووي لا مكان له في العقيدة الدفاعية الإيرانية.
وجاءت تصريحات الرئيس الإيراني خلال زيارته الرسمية إلى سلطنة عُمان، حيث أجرى مقابلة مع التلفزيون الرسمي العُماني تناولت أبرز القضايا الثنائية بين طهران ومسقط، بالإضافة إلى التطورات الإقليمية والدولية التي تجمع البلدين في رؤى مشتركة.
زيارة لتعزيز العلاقات الثنائية
وتأتي زيارة الرئيس الإيراني إلى مسقط في إطار تعزيز العلاقات الودية والمتميزة بين البلدين، وترجمةً للرغبة المشتركة لدى قيادتي الجانبين في تطوير آفاق التعاون في شتى المجالات. وتم خلال الزيارة بحث آليات التعاون التي تلبي مصالح الشعبين، خاصة في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة.
تعاون استراتيجي وشراكة متعددة الأبعاد
وفي معرض رده على سؤال حول نتائج مباحثاته مع السلطان “هيثم بن طارق”، أوضح بزشكيان أن المباحثات شملت طيفاً واسعاً من القضايا ذات الاهتمام المشترك، مشيراً إلى أن علاقات الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع سلطنة عُمان ترتكز على إرث تاريخي ضارب في القدم يمتد لمئات السنين، وربما أكثر من ألف عام.
ولفت إلى أن العلاقات بين الجانبين ترتكز على الأخوّة والثقافات والمعتقدات المشتركة، مشيراً إلى أن الطرفين ساهما في مساعدة بعضهما البعض خلال مراحل تاريخية متعددة، ما يعكس عمق الشراكة الاستراتيجية.
توقيع 18 وثيقة تعاون بين طهران ومسقط
وأشار الرئيس الإيراني إلى توقيع 18 وثيقة تعاون رسمي بين البلدين خلال الزيارة، تشمل مجالات الصناعة، التجارة، التعليم، السياحة، الرعاية الصحية، الطاقة والطاقة النظيفة. وأكد أن المرحلة المقبلة ستشهد مستوى أعلى من الحميمية والقوة في العلاقات بين البلدين.
رؤية اقتصادية واعدة بين البلدين
وتحدث بزشكيان عن آفاق تطوير التعاون السياسي والاقتصادي، مؤكداً وجود تنسيق سياسي عالٍ بين إيران وسلطنة عُمان، خاصة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وقضايا السلام الإقليمي.
كما أشار إلى التحديات التي تواجه العلاقات الاقتصادية بسبب العقوبات المفروضة على إيران، مؤكداً التوصل إلى اتفاقات لإزالة العوائق الجمركية واللوجستية، وتأسيس استثمارات مشتركة.
وأضاف أن العلاقات الاقتصادية يمكن أن ترتقي إلى حجم تبادلات يصل إلى 10 أو حتى 20 مليار دولار، لافتاً إلى إمكانية أن تصبح سلطنة عُمان مركزاً إقليمياً لنقل البضائع نحو آسيا الوسطى وأفريقيا، عبر الربط من شمال إيران إلى روسيا وتركمانستان وكازاخستان وأوزبكستان، ومن الجنوب إلى العمق الأفريقي.
مسقط وسيط موثوق في المفاوضات
وعن الدور العُماني في الوساطة بين طهران وواشنطن، أثنى بزشكيان على جهود سلطنة عُمان، واصفاً دورها بالبناء والفعّال، خاصة في ظل استضافة مسقط لمفاوضات غير مباشرة بين الجانبين.
كما أعرب عن شكره للسلطان “هيثم بن طارق” ووزير الخارجية العُماني على اهتمامهما البالغ بهذا الملف، مشيداً بدور الأخير في تسهيل المفاوضات وإيصالها إلى نتائج تخدم مبدأ “رابح-رابح” وتحقق مصالح الجميع.
دعوة لوحدة إسلامية ضد الفتن الخارجية
وفي ما يتعلق بدور العلاقات الإيرانية – العُمانية في تعزيز الاستقرار بمنطقة الخليج، قال الرئيس بزشكيان إن السلام ممكن إذا ما التزمت الدول الإسلامية بتوصيات النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، مشيراً إلى أن القوى الاستعمارية تسعى لتفريق المسلمين ونهب ثرواتهم عبر أدوات سياسية وثقافية.
وختم الرئيس الإيراني بالتأكيد على أن الوحدة الإسلامية قادرة على إحباط المؤامرات وإرساء السلام الإقليمي من خلال تعزيز التعاون الاقتصادي والعلمي والثقافي بين دول المنطقة.