FA | EN
2025-08-27 03:01
FA| EN
2025-08-27 03:01

اشتراک گذاری مطلب

لماذا يقع حرس الثورة الإسلامية في إيران في صميم الحرب الهجينة التي يشنها الغرب؟

الحرس الثوري الإسلامي، القوة التي انبثقت من قلب الثورة وأصبحت اليوم رمز الردع الاستراتيجي لإيران ومحور المقاومة، وجد نفسه مرة أخرى في صميم الهجمات الإعلامية والسياسية للغرب. يدرك الغربيون أن تلك القوة الصاروخية وشبكة الحرس الإقليمية هي التي أحبطت مخططاتهم لزعزعة استقرار إيران والشرق الأوسط؛ ولذلك يسعون يوميًا، بوسم جديد، إلى تشويه صورة هذه المؤسسة الثورية.

طهران – إيران فيو24

منذ تأسيسه في السنوات التي تلت انتصار الثورة الإسلامية، كان الحرس الثوري الإسلامي دائمًا أحد الأهداف الرئيسية لحرب الغرب متعددة الأبعاد عسكريًا واقتصاديًا وإعلاميًا وسياسيًا. والسبب في هذا التركيز واضح وقابل للتحليل:
فالحرس يُعتبر الركيزة الأساسية للدفاع الوطني والردع الاستراتيجي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في مواجهة التهديدات الخارجية والسيناريوهات الأمنية المعقدة.

إن تحقيق التقنيات المتقدمة، وتعزيز القدرات الصاروخية المحلية، وإنشاء شبكة إقليمية واسعة لدعم جبهة المقاومة، والقيام بدور مباشر في إفشال مشاريع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لزعزعة استقرار إيران والمنطقة، جعل الحرس في قلب العقوبات والضغوط الدبلوماسية والعمليات النفسية الغربية.

وفي هذا الإطار، حاولت وسائل الإعلام الغربية باستمرار، من خلال توظيف أدوات الحرب النفسية ـ من الملف النووي إلى القضايا الإقليمية أو حتى الحوادث المشبوهة في بلدان أخرى ـ أن تقدم صورة سلبية عن الحرس. والآن، مع مزاعم غير مثبتة من الحكومة الأسترالية، أُعيد شن هجوم إعلامي–سياسي منظم ضد الحرس الثوري.

ومع ذلك، فإن شدة واستمرارية هذه الضغوط تمثل بحد ذاتها شهادة على الحقيقة القائلة بأن قوة ومكانة الحرس الاستراتيجية في الدفاع عن إيران ومحور المقاومة هي من الثقل والتأثير بحيث تبدو غير محتملة بالنسبة للأعداء.

كما أكدت وكالة الأنباء الأمريكية أسوشيتد برس، في تقرير نشر بالتزامن مع صدى مزاعم أستراليا، أن الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، كقوة قوية وفاعلة، لا يجيب إلا للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية، ويمتلك السيطرة على ترسانة البلاد من الصواريخ الباليستية ومهام الجمهورية الإسلامية الخارجية.

وباعتراف هذه الوسيلة الإعلامية الغربية، فإن القدرات الصاروخية والدور المحوري للحرس في الدفاع عن إيران، خصوصًا بعد الحرب المفروضة ذات الاثني عشر يومًا، تُعد من الأسباب الرئيسية وراء تكرار الاتهامات والضغوط الخارجية ضد هذه المؤسسة الثورية. وفي هذا السياق، اتهمت أستراليا مؤخرًا إيران بتنظيم هجومين على أراضيها؛ وهو ادعاء يذكّر بالسيناريوهات المتكررة والمماثلة ضد قوة القدس التابعة للحرس.

وتشير أسوشيتد برس في جزء آخر من تقريرها إلى أن الحرس الثوري تأسس بعد ثورة 1979 الإسلامية لحماية النظام الإسلامي الوليد. وقد نما بسرعة خلال حرب السنوات الثماني المفروضة، ثم تحول بعدها إلى فاعل رئيسي في المجالات الاقتصادية والهندسية والدفاعية.

غير أن هذه الوسيلة الإعلامية الأمريكية لا تستطيع أن تصرح بأن توسيع نطاق حرب الغرب ضد إيران ليشمل المجالات الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية، قد ساهم بحد ذاته في تعزيز وتطوير مهام الحرس، وجعله واحدًا من أهم مؤسسات توطين التكنولوجيا ودافعًا للتقدم الوطني.

وجاء في التقرير أيضًا أن قوة القدس، الذراع الخارجية للحرس، من خلال دعمها المنظم لجبهة المقاومة في المنطقة، لعبت دورًا حاسمًا في مواجهة الكيان الصهيوني وسياسات الولايات المتحدة. وقد كان لهذه القوة حضور بارز في تعزيز مجموعات مثل حزب الله في لبنان، وأنصار الله في اليمن، وكذلك في دعم الحكومة السورية ضد الإرهاب التكفيري والمشاريع الانفصالية.

إن مراجعة المواقف والتقارير الغربية، بما في ذلك اعتراف أسوشيتد برس الصريح، تُظهر أن السبب الرئيسي وراء العداء والتركيز الغربي على الحرس الثوري هو القوة الحقيقية والفريدة لهذه المؤسسة في حماية الأمن القومي الإيراني وقيادة محور المقاومة. إن القدرات الصاروخية المحلية، والإنجازات العلمية والتكنولوجية، وشبكة قوى المقاومة في المنطقة، جعلت الحرس لاعبًا حاسمًا في معادلات الأمن في غرب آسيا. ومن هذا المنظور، فإن الحملات الإعلامية والعقوبات وحتى الاتهامات السياسية الأخيرة من أستراليا ليست دليلًا على ضعف الحرس، بل اعتراف غير مباشر بدوره الحاسم في تغيير ميزان القوى. وبعبارة أخرى، كلما ازدادت الضغوط وحملات التشويه ضد الحرس، أصبح أوضح أن هذه المؤسسة الثورية تبقى نقطة ارتكاز لإيران وكابوسًا استراتيجيًا لأعدائها.

لینک کوتاه خبر:

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *