الحرب في غزة أعادت قضية فلسطين إلى صدارة جدول الأعمال الدولي، في حين تواجه الاتحاد الأوروبي انقسامًا عميقًا في مواقفه. فرنسا، من خلال مبادرة دبلوماسية تدعم حل الدولتين، تدعو إلى الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، في حين تتبنى ألمانيا موقفًا حذرًا نظرًا للاعتبارات التاريخية والاستراتيجية. هذا الخلاف لا يهدد فقط تماسك السياسة الخارجية الأوروبية، بل يحد بشكل كبير من قدرة الاتحاد الأوروبي على لعب دور وساطة فعال في أزمة الشرق الأوسط.
طهران – إيران ویو24
مع استمرار الحرب في غزة، تتعمق أيضًا الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي بشأن كيفية التعامل مع القضية الفلسطينية. آخر مظاهر هذا الانقسام جاء عبر دعوة فرنسا والمملكة العربية السعودية لعقد مؤتمر دولي في نيويورك بهدف إحياء حل الدولتين، وهي خطوة كشفت عن تباين واضح بين باريس وبرلين.
فرنسا تسعى لتأدية دور فاعل في دعم الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، معتبرة أن هذا الاعتراف قد يحيي مسار السلام ويوفر توازناً أمام الانحياز التاريخي لبعض القوى الدولية تجاه إسرائيل. وقد دعت باريس علناً عدداً من الدول الأوروبية للانضمام إليها في هذه الخطوة.
ألمانيا من جهتها، لا تزال مترددة. فعلى الرغم من دعمها الرسمي لحل الدولتين، تتبع برلين نهجاً حذراً ومحسوباً. التزامها التاريخي تجاه إسرائيل، المرتبط بماضيها النازي، جعل من الاعتراف بفلسطين مسألة حساسة سياسياً، في ظل ما يُعرف بسياسة “الرايزن دِشتات” (عقيدة مصلحة الدولة العليا).
هذا التباين ليس مجرد خلاف شكلي، بل يعكس شرخاً حقيقياً في سياسات الاتحاد الأوروبي الخارجية، خاصة مع انضمام دول أوروبية أخرى كإيرلندا وإسبانيا والنرويج للاعتراف بفلسطين، مما يُظهر تحفظ ألمانيا وكأنه مقاومة غير مبررة قد تضعف الموقف الأوروبي الجماعي في الشرق الأوسط.
وتتجاوز هذه الخلافات محور برلين–باريس، إذ تميل دول كالمجر وجمهورية التشيك لدعم الرواية الإسرائيلية، بينما تتبنى دول الشمال والجنوب الأوروبي مواقف أكثر تعاطفاً مع الفلسطينيين. وهكذا، يجد الاتحاد الأوروبي نفسه مجدداً أمام امتحان لوحدة الموقف — وهذه المرة بشأن واحدة من أقدم قضايا الشرق الأوسط وأكثرها تعقيداً.ما لم تتشكل رؤية أوروبية موحدة تجاه فلسطين، ستبقى جهود أوروبا في هذا الملف متعثرة ومجزأة.