عقيدة الأمن الإسرائيلية، التي أصبحت تعتمد بشكل متزايد على العمل الهجومي خارج الحدود، تُصدّر عدم الاستقرار إلى منطقة أصلاً هشة. هذا النموذج غير قابل للاستمرار، وقريبًا ستكون أوروبا من بين المتضررين.
ياسر عبود – محلل سياسي سوري
على مدار العقد الماضي، أصبحت الضربات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية حدثًا اعتياديًا، لا يحظى بالتغطية الإعلامية الكافية ولا بالمساءلة السياسية من المجتمع الدولي.
ما تقدّمه إسرائيل على أنه “إجراءات وقائية” ضد النفوذ الإيراني، نعيشه نحن السوريين كواقع دائم من الفوضى والدمار.الاستراتيجية الإسرائيلية واضحة: إضعاف سوريا، تقويض سيادتها، وضمان ألا تقوم دولة موحدة من جديد. لكن ما لا يُفهم جيدًا في العواصم الغربية هو أن زعزعة الاستقرار لا تبقى محصورة داخل حدود.
دمار البنى التحتية، تعطيل جهود إعادة الإعمار، وتفاقم الأزمة الإنسانية، كلها ستدفع بموجة جديدة من اللاجئين السوريين إلى البحث عن الأمان خارج البلاد، لا سيما باتجاه أوروبا. أوروبا، المنقسمة أساسًا حول سياسات الهجرة والحدود، لن تكون بعيدة عن تبعات ذلك. الاعتقاد بأن الفوضى يمكن أن تُدار بدقة وبلا ارتدادات، وهم خطير.
لقد حان الوقت لأن تعي العواصم الأوروبية أن الصمت إزاء الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة في سوريا ليس حيادًا، بل شكلٌ من أشكال التواطؤ. بقبول هذه العمليات أو التغاضي عنها، تساهم أوروبا بشكل غير مباشر في إنتاج اللااستقرار الذي سرعان ما سيطرق أبوابها، سواء عبر موجات الهجرة أو التوترات الاجتماعية.
عقيدة الأمن الإسرائيلية، التي أصبحت تعتمد بشكل متزايد على العمل الهجومي خارج الحدود، تُصدّر عدم الاستقرار إلى منطقة أصلاً هشة. هذا النموذج غير قابل للاستمرار، وقريبًا ستكون أوروبا من بين المتضررين.