في خضم التحولات المتسارعة في الشرق الأوسط، لا تُعد زيارة علي لاريجاني إلى لبنان مجرد لقاء سياسي، بل تحمل رسالة استراتيجية متعددة الأبعاد؛ رسالة تمتد من الروابط الحضارية العريقة إلى الدعم المستمر لمحور المقاومة، وتشكل رداً حاسماً على محاولات الولايات المتحدة والسعودية تقويض مكانة إيران في لبنان.
نضال عيسى، محلل الشوؤن السیاسیة
تحمل زيارة رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني السيد علي لاريجاني الكثير من الرسائل السياسية في ظل التغيرات المتسارعة في المنطقةويأتي هذا التوقيت الدقيق من الزيارة ليضع حدا” لكثير من الأصوات التي تسير بتوجهات أميركية سعودية التي تعارض سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان.
بالتأكيد إيران لا تضع هذه الزيارة في أطار التحدي لأي فريق من الداخل اللبناني، بل زيارة تأكيد بأن ما يجمع لبنان وإيران لن تفرقه السياسة وهذا ما صرح به السيد لاريجاني في صالون الشرف عند وصوله لمطار رفيق الحريري الدولي عندما قال هناك ارتباطات قوية وتاريخية منذ قرون تجمع الحضارتين الإيرانية واللبنانية، ولدينا رابط (شعبي قوي جدا”) يجمع بين البلدين.
من هنا نرى بأن هذه الزيارة وما عبر عنه السيد لاريجاني من محبة للبنان أتت لتؤكد عمق هذه العلاقة عندما وضع ثالوث بين الشعبين (الحضارة والمستقبل والشعب) من هنا ندخل إلى بعض الرسائل السياسية من هذه الزيارة والتي أتت في ظروف حساسة وحملة كبيرة على المقاومة ومحورها وبيئتها وتحديدا” على الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تخوضها اميركا والسعودية وينفذها مدعوا السيادة في لبنان الذين لم يروا سوى تدخل إيراني في لبنان ولم يشاهدوا (الأوامر) الاميركية السعودية بسلب لبنان قوته العسكرية التي هزمت العدو.
فهذه الزيارة اليوم هي تأكيد على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تتخلى عن المقاومة ودعمها وهذا ما سيعبر عنه السيد لاريجاني خلال لقائه الرؤساء عون وبري وسلامالرسالة الثانية من هذه الزيارة هي بوجه الدول التي تريد أظهار إيران بأنها في عزلة دولية نتيجة نفوذها في دول المحور التي يعتبرها البعض قد أنتهت ولكن الواقع الذي لا يريد هؤلاء الأعتراف به بأن إيران هي داعمة لحركات المقاومة ولكنها لا تتدخل بشؤون اي دولة داخليا” إنما التدخلات من أميركا والسعودية ولكنهم ونتيجة هذه الضغوطات يحاولون أتهام إيران بذلك لأنهم لا يتجرؤن على قول الحقيقة التي أصبحت واضحة وضوح الشمس ان إسرائيل هي مَن تفرض الوقائع وعلى هؤلاء تنفيذها.
والرسالة الأقوى في هذه الزيارة هي الترحيب الشعبي والأستقبال الجماهيري للسيد لاريجاني بوجه كل مَن يحاول التقليل من شأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودورها الكبير بنصرة فلسطین ودعم المقاومة في لبنانوهذا الأستقبال يعتبر استفتاء شعبي عن صوابة خيار المقاومة والتمسك بالجمهورية الإسلامية الإيرانية التي كانت سبب قوة هذه المقاومة التي هزمت العدو الإسرائيلي