FA | EN
2025-07-28 08:31
FA| EN
2025-07-28 08:31

اشتراک گذاری مطلب

تفكيك سورية من الداخل وتمديد الفوضى إلى الخارج

دخلت الأزمة السورية مرحلة جديدة من التعقيد والخطورة على ضوء الأحداث الدامية الأخيرة في محافظة السويداء، ما يلقي بظلال من الشك على مستقبل البلاد ويقرع جرس إنذار لأمن الإقليم والعالم. من تفجير كنيسة مار إلياس في دمشق إلى عودة الجماعات المتطرفة بدعم من أطراف إقليمية ودولية كإسرائيل والولايات المتحدة وتركيا، تبرز ملامح سيناريو متعدد الطبقات يهدف إلى تغييرات ديموغرافية وفرض الترهيب على الأقليات وتقسيم سوريا عمليًا. هذه التطورات لا تمثل أزمة داخلية فحسب، بل تشكل تهديدًا مباشرًا لاستقرار الدول المستضيفة للاجئين السوريين، ولا سيما في أوروبا وأمريكا الشمالية.

 

نضال عيسى، كاتب ومحلل سياسي، نائب رئيس تحرير مجلة كواليس اللبنانية

 

لم يكن المشهد الدموي في السويداء حدثاً عابراً أو أنه سيكون كما حصل في الساحل السوري مع الطائفة العلوية. فما بين الحدثين تفجير كنيسة مار الياس في دمشق،ما يثبت بأن المخطط هو تطهير سورية سورية أو أقله تحجيم الأقليات وترعيبها تحت سلطة القتل والإجرام تنفيذاً للمخطط الإسرائيلي الاميركي التركي. ما حصل في سويداء خطير جيداً وهو أخذ المنطقة لمزيد من التوتر وسرع في تقسيم سورية والأخطر من ذلك هو المطالبة بتدخل إسرائيل من قبل بعض الجماعات و أصبح واضحاً مخطط تفتيت سورية حسب الأتفاق ومَن يعترض يقتل؟ هذا بأختصار المشهد في سورية. مؤامرة كبيرة المخرج فيها الأميركي والسيناريو إسرائيلي ومنفذ العمل الشرع.

أرادو السيطرة على محافظة السويداء وكان الأتفاق أن يدخل الأمن العام السوري ونظراً لوجود قسم كبير لم يوافق على ذلك من الطائفة الدرزية كان خطأ الشرع الأستعانة بالجماعات الأرهابية المرتزقة التابعة له وأرتكابها المجازر المروعة بحق المشايخ والأطفال والنساء وإهانة الكرامات كما حصل في الساحل السوري وهذا لم يكن ضمن الأتفاق الذي حصل منذ أسبوع خلال اللقاء الذي جمع المسؤولين الإسرائيليين ومسؤولين من قبل الشرع برعاية تركية وما قلب هذا الأتفاق هو الجرائم التي حصلت ما دفع بأستنفار الطائفة الدرزية في الأردن وفلسطين المحتلة.

ولبنان، ولكن هذا الخطر قد يتمدد لخارج الدول العربية نتيجة ما يحصل من إجرام في السويداء وهذا يشكل خطراً كبيراً على الدول التي يتواجد فيها السوريين في اوروبا واميركا ودول اخرى وهنا ندخل في ازمة اقليمية كبرى وأعمال شغب تهدد امن الدول التي تحتضن السوريين خصوصاً وان الحرب في سورية تحولت إلى (طائفية) وهذا قد يشعل فتيل الفتنة فيما بينهم بالدول التي يقيمون فيها. لذلك يجب العمل سريعاً لوقف هذه الحرب الدائرة إنسانياً بالدرجة الأولى ووضع حد لهذه الجماعات الإرهابية ومنع تمدد هذا الأمر لخارج سورية نظراً للعدد الكبير المنتشر في جميع الدول نتيجة الأحداث التي حصلت في سورية.

إنّ دور الدول الغربية اليوم في احتواء هذه الأزمة ومنع امتدادها خارج حدود سوريا بات دورًا حيويًا لا يمكن تجاهله. فمع الوجود الكثيف للاجئين السوريين في أوروبا وأمريكا الشمالية، فإن أي تساهل مع الفكر الطائفي المتطرف أو أنشطة الجماعات الراديكالية داخل هذه المجتمعات قد يؤدي إلى نقل مظاهر عدم الاستقرار والصراعات العرقية–المذهبية إلى عمق هذه الدول نفسها. ومن هنا، يتوجب على الحكومات الغربية أن تتبنى مقاربة وقائية تُعزّز من الرقابة الاستخباراتية والأمنية، وتمنع تشكيل شبكات طائفية متطرفة، وفي الوقت ذاته تدعم الحلول الدبلوماسية والإنسانية داخل سوريا، للحد من انتقال تأثيرات هذه الأزمة إلى الداخل الغربي. إنّ الحفاظ على التماسك الاجتماعي والأمن الداخلي في دول الاستضافة يرتبط اليوم ارتباطًا وثيقًا بوجود سياسات واعية ومسؤولة تجاه تداعيات الحرب الطائفية في سوريا.

ولذلك، فإن تبنّي سياسة وقائية متعددة المستويات من قبل الغرب أمر ضروري؛ سياسة تشمل مكافحة الشبكات المتطرفة، وضبط الخطاب الطائفي في الفضاء الإلكتروني، ودعم المسارات السياسية داخل سوريا، والاستثمار في مشاريع العودة الطوعية والآمنة للاجئين. إنّ التغاضي عن هذه الحقائق لا يؤدي فقط إلى دفع سوريا نحو مزيد من الانهيار، بل يوسّع نطاق عدم الاستقرار ليصل إلى داخل حدود الدول الغربية نفسها.

هنا يصبح على الدول التي تستضيفهم مواجهة هذه العواقب من خلال القوة أولاً وترحيل مَن يقوم بهذه الأعمال وفي كل الحالتين لن تكون الأمور جيدة فأعمال الشغب والحقد الطائفي سوف يكون له تداعيات كبيرة. لذلك على الجميع السعي لإنهاء هذه المجازر في السويداء وفي سورية بشكل عام بحق الأقليات ومحاسبة مَن يعمل لتغذيتها تجنباً لردة الفعل التي لن يسلم منها ليس الدول المجاورة جغرافياً مع سورية إنما الدول الأوروبية والأميركية أيضاً.

لینک کوتاه خبر:

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *