طهران – إيران ویو24
وفقًا لتقرير نشرته إيران ويو 24، زعمت وسيلة الإعلام الأمريكية أكسيوس يوم الاثنين أن الولايات المتحدة قدمت اقتراحًا سريًا جديدًا إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، يسمح بتخصيب اليورانيوم بشكل محدود داخل الأراضي الإيرانية، وهو ما يُعد تناقضًا واضحًا مع المواقف الرسمية العلنية التي أعلنتها واشنطن، ويُعتبر مؤشراً على تحول في سياسة دونالد ترامب تجاه البرنامج النووي الإيراني.
تراجع عن المواقف الرسمية
في الوقت الذي صرّح فيه مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى، مثل ستيف ويتكوف (المبعوث الخاص للبيت الأبيض) وماركو روبيو (وزير الخارجية والمستشار المؤقت للأمن القومي)، مرارًا وتكرارًا في خطاباتهم العامة بأن أمريكا لن تسمح مطلقًا لإيران بالتخصيب، وأنها تطالب بتفكيك كامل للبنية التحتية النووية الإيرانية، كشفت أكسيوس أن وثيقة سرية حصلت عليها تظهر واقعًا مختلفًا تمامًا خلف الكواليس.
وبحسب هذا الاقتراح، لا يُعترف فقط بحق إيران في التخصيب المحدود لأغراض سلمية، بل يُسمح أيضًا باستمرار بعض الأنشطة النووية الإيرانية، بشرط خضوعها لإشراف دقيق من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولايات المتحدة.
أبرز بنود الاقتراح الأمريكي (بحسب أكسيوس)
يُسمح لإيران بالتخصيب حتى نسبة ٣٪ لفترة مؤقتة يتم تحديدها في المفاوضات؛
يجب تعطيل المنشآت تحت الأرض للتخصيب مؤقتًا؛
إيقاف البحث والتطوير على أجهزة الطرد المركزي الجديدة؛
منع بناء أي منشآت تخصيب جديدة؛
على إيران أن توافق على تنفيذ البروتوكول الإضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية؛
رفع العقوبات سيبدأ فقط بعد التزام إيران فعليًا بالاتفاق.
الموقف الإيراني: لا توجد ضمانات حتى الآن
حتى الآن، لم تعلن إيران تفاصيل رسمية بشأن الاقتراح الأمريكي. وصرّح وزير الخارجية سيد عباس عراقجي اليوم أن الرد الإيراني قيد الإعداد. كما أكد المتحدث باسم الخارجية إسماعيل بقائي في مؤتمر صحفي يوم الاثنين:
“الطرف الأمريكي لم يقدم حتى الآن ضمانات كافية بشأن كيفية وتوقيت رفع العقوبات”.
وأضاف أن طهران لا تزال تدرس مضمون الاقتراح، واصفًا المزاعم الأمريكية بأن المقترح مقبول لدى إيران بأنها “مبالغ فيها”.
تحليل: هل هو عودة تدريجية إلى الاتفاق النووي (JCPOA)؟
يعتقد العديد من المحللين أن إدارة ترامب لن تكون قادرة على التوصل إلى اتفاق أكثر صرامة من اتفاق 2015 النووي (JCPOA). ورغم انسحاب ترامب الأحادي منه في 2018، فإن الاقتراح الجديد يتضمن نقاطًا تُذكّر باتفاق 2015، مع بعض الاختلافات التي قد لا تقبل بها إيران.
مع ذلك، يبدو أن الإدارة الأمريكية، رغم مواقفها المتشددة علنًا، تسلك طريق العودة التدريجية إلى اتفاق مشابه للاتفاق النووي السابق، وهو طريق يواجه معارضة قوية من إسرائيل وبعض الجمهوريين في الكونغرس.
مخاوف إسرائيلية ومحاولات لتقويض المفاوضات
ذكرت أكسيوس أن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء كيان الاحتلال، أحد أبرز دعاة العمل العسكري ضد إيران أو وقف كامل للتخصيب داخل الأراضي الإيرانية، ويمارس ضغوطًا شديدة على المسؤولين الأمريكيين لعدم تقديم أي تنازلات لإيران.
وتدّعي مصادر إسرائيلية أن نتنياهو مستعد حتى للقيام بعمل عسكري دون تنسيق مسبق مع إدارة ترامب.
وفي مؤتمر صحفي يوم الاثنين ٢ يونيو، وردًا على سؤال حول مدى جدية الخلاف بين واشنطن وتل أبيب بشأن الملف النووي الإيراني، قال بقائي:
“ما يمكن الحديث عنه بثقة هو أن الخلاف – إن وجد – يدور حول كيفية ممارسة الضغط على الشعب الإيراني، لا أكثر. كلا الطرفين يسعى للإضرار بالجمهورية الإسلامية. وقد ثبت لنا مرارًا أن ما يسمونه خلافًا، هو في الحقيقة توزيع أدوار ضد إيران. لهذا السبب، في تعاملنا مع أمريكا، نأخذ دائمًا في الاعتبار هذا السلوك الأمريكي الإسرائيلي المشترك.”